» » احمد فهمي يكتب : عن الظهور الإعلامي للشيخ ياسر برهامي


بداية، أعتقد أن الشيخ ياسر برهامي، ربما يكون أكثر الرموز السياسية تطوافا على القنوات الفضائية، خاصة في الفترة التي أعقبت مبادرة حزب النور..
لن أتحدث مباشرة عن حوار الأمس مع قناة التحرير، ولاحتى عن حوار هاني رمزي، أو الاستعداد للحوار مع باسم يوسف..

بل سأتناول الظاهرة من بعد آخر، لا يقل أهمية..
إذ أتوقع أن تصدر في الفترة القادمة تصريحات من –بعض- قيادات في الدعوة السلفية وحزب النور تستفز المعارضين لهم وتدفعهم إلى تصعيد هجماتهم على الدعوة والحزب، وهذا الاستفزاز ربما يستهدف إزالة ما تبقى من عوائق نفسية لدى كثير من الكوادر والقيادات ضد المسارات التي يتخذها الحزب والدعوة في الفترة الأخيرة..
فالاستفزاز سيؤدي إلى مزيد من الهجوم والتجريح، وبالتالي سيدفع إلى نشوء ردة فعل لدى كوادر الدعوة، ومن ثم يضطرون إلى تجاوز الشبهات التي تدور في أذهانهم حول الأداء السياسي للحزب، وينشغلون بالذود عنه..

ولعلنا لاحظنا في الآونة الأخيرة ظهور عدد كبير من صفحات الفيس التي تتبنى خطابا ساخرا من الإخوان والتيارات الإسلامية المؤيدة لهم، وهذه الصفحات يؤيد مؤسسوها الدعوة وحزب النور، وكثير منهم معروف بالاسم، ورغم فتوى الشيخ ياسر بعدم السخرية من الإسلاميين، فهم يواصلون الخطاب الساخر الاستفزازي الذي يرسخ المناخ العدائي، بغرض تقوية التماسك الداخلي وتعميق الانتماء، عن طريق الخوض في معارك كلامية مع تيارات منافسة..

لكل ما سبق أتوجه بهذه النصائح المتواضعة/
1- لابد من التأكيد على أن النقد لا يتوجه للأشخاص بعينهم، وإنما يتركز فقط على الأداء السياسي..
2- للدعوة السلفية مكانتها وقيمتها، وكذلك حزب النور، وأي نقد للأداء السياسي لا ينتقص من ذلك..
3- وبالتالي، فإن النقد الموجه للشيخ ياسر برهامي –مثلا- يجب أن يتركز فقط على ما يتعلق بظهوره السياسي، مع الاحترام والتقدير لمكانته العلمية ودوره الدعوي المعروف..
4- كثير من القيادات والرموز والكوادر داخل الدعوة والحزب مستاءة من الأداء الإعلامي للشيخ ياسر، لا مجال لإنكار ذلك، وقد سمعت هذا بنفسي من شخصيات متعددة ومنذ فترة طويلة، حتى أن بعضهم حدثني عن اتصالات وضغوط مورست على الشيخ ذات مرة، وهو في طريقه لإجراء حوار فضائي، ونتج عن ذلك استجابته واعتذاره عن الحوار، وهذه الواقعة قبل عام تقريبا..
لكن يبدو أن الضغوط إما أنها توقفت، أو أنها لم تعد مجدية..

المشكلة الأساسية التي يقع فيها الحزب، هي أن قياداته يتخذون مواقف سياسية مفاجئة، وقرارات جذرية، ويدلون بتصريحات صادمة، دون أن تتم تهيئة الكوادر لتقبل هذه التغيرات الحادة، وقد كانت بداية ذلك مع اختيار د. أبو الفتوح كمرشح رئاسي، وأتذكر أني نقلت هذه الفكرة وقتها لأحد قيادات الحزب وقلت له صراحة أن هذه النقلات المفاجئة المتناقضة مع القناعات المترسخة لدى كوادر الحزب، سوف تؤدي إلى تمزقات طولية وعرضية يظهر أثرها مع الوقت والتكرار..

لا أستبعد أن كثيرين من كوادر الدعوة والحزب باتوا يضعون أيديهم على قلوبهم كلما ظهر الشيخ على الفضائيات خشية مما سيسمعون من تصريحات ومواقف تتناقض أحيانا مع السياق المنطقي للثوابت والمواقف السابقة..
في مقالة قادمة إن شاء الله، أتحدث عن الدلالات السياسية لتصريحات الشيخ ياسر وحواراته في الفترة الأخيرة..

عن المدون غير معرف

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد